1 قراءة دقيقة
أذية  الرئة   المتبقية  بعد الإصابة  بفيروسCovid-19 سوف تتحسن  تدريجياً.

أذية  الرئة   المتبقية  بعد الإصابة  بفيروسCovid-19 سوف تتحسن  تدريجياً. 

 تبدي الغالبية العظمى من  مرضى Covid-19 المقبولين في  المشافي أذية  رئوية بعد 6 أسابيع  من تخرجهم،  ولكن هذه النسبة  تنخفض بصورة  معتبرة بعد 12أسبوعا،مما يوحي أن الرئتين تمتلكان  آلية  "للإصلاح  الذاتي"self-repair mechanism،وهذا ماذكره  الباحثون.  وقد عبروا عن ذلك  بالقول" نحن  نعرف من الدراسات  الأخرى المجراة  على الرئتين أن الرئتين لهما القدرة على  الشفاء أو التخلصrecover  من الالتهاب"وقد أدرك الأطباء  الاختصاصيون  أن عليهم الانتظار  بضعة  أسابيع  لتوضيح  ذلك، وتقييم  كيف يحصل التحلحل  أو التحسن الجيد. وكم سيشعرون عندها بالسعادة الغامرة   وهم يشاهدون تحسنا ملموسا  لدى مرضاهم.                                   وإن  التحليل  الأولي  ل86 مريضا —اُعتقدَ أنها الدراسة  الواعدة  أو التطلعية الأولى التي تتعقب  مصائر  القلب  والرئة في  مرضى Covid-19 أظهرت   هي الأخرى أن ضيق  النَفَس هو العرض الأكثر شيوعا  والأكثر مشاهدة  بعد  6أسابيع من  تخرج المريض،ويشاهد  لدى 47% من المرضى.،ويتبعه السعال  الذي يشاهد في 15%.ولكن بعد12 أسبوعا  فإن 39%فقط من المرضى يعانون من  ضيق  النفس، بينما يبقى  15%من المرضى يشكون من  السعال.                                        إن الخط الزمني  المستمر على امتداد 12أسبوعا  مهم بصورة خاصة؛ وذلك لأننا في هذه النقطة الزمنية — في العديد من الأمراض الرئوية الأخرى —نستطيع تقييم التحلل Resolution أو الشفاء recovery؛ ومع ذلك فليس لدينا في الوقت الحاضر تعريف دقيق لما هو"طويل الأمد"، ومازلنا في حقيقة الأمرفي مرحلة مبكرة من مراحل الجائحة، ولا نعرف كيف ستتفاعل أو ترتكس الرئتان المريضتان لفترة طويلة (جراء داءCovid-19) إلى أخماج أخرى.

وبالطبع  لايزال هناك العديد من حالات عدم التيقن، أشار إليها بعض الباحثين في المؤتمر الافتراضي الدولي للجمعية الأوربية للأمراض التنفسية(ERS) لعام 2020.

ولقد اعتزم  فريق البحث تحليل الاضطرابات الرئوية المستمرة أو المتبقية بعد الإصابة بخمجCovid-19؛ وذلك لمعرفتهم السابقة بأن حوالي30%من مرضى وافدة SARS في عامي 2002-2003 الذين نجوا أو ظلّوا على قيد الحياة قد عانوا من مثل هذه التأثيرات المتأخرة أو البطيئة التراجع. وإن البحث الذي يقوم به هؤلاء الباحثون لايزال مستمرا،  وهم يتوقعون أن يجمعوا نتائج 24أسبوعا بعد تخريج أكثر من 150 مريضا.

المشاركون في الدراسة —توزعوا كما يلي:

العمر الوسطي 61عاما.           

65%منهم رجال— تم قبولهم في المشافي بسبب إصابتهم بCovid--19  في ثلاثة مراكز في النمسا من أواخر أبريل وحتى أوائل حزيران. ولقد كان نصف هؤلاء تقريبا من المدخنين، و65%منهم زائدي الوزن أو بدبنين. وكانت المدة الوسطية لمكثهم في المستشفى 13 يوما، وعولج20%من هؤلاء المرضى في  وحدة العناية المركزة ICU، واحتاج 19%منهم إلى تهوية آلية مساعدة.        

بعد6و12أسبوعا من تخريجهم  خضع المشاركون في الدراسة إلى التقييم التالي:                              —فحص سريري. 

—اختبارات وظائف الرئة.

—تصوير طبقي محوريCT للصدر.

ايكو للقلب.

 فحوصات دموية لمعرفة مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الفحم في دمائهم.

وكان من اللافت للنظر أن تصوير الصدر بالCT بعد ستة أسابيع أظهر أذية رئوية Lung damage جراء الحدثية الالتهابيةinflammatory process، وتراكم السوائل المحدث بحمة أو فيروس الكورونا —الذي يتجلى على شكل"بقع أو كثافات الزجاج المغشى" —عند 88%من المرضى. وقد انخفضت هذه النسبة  إلى 56%في الأسبوع 12.وقد انخفضت شدة الأذية الإجمالية للرئة من 8نقاط  في صور الCT في الأسبوع 6 إلى 4نقاط في الأسبوع 12على صورالCT للصدر.

وكان هناك أيضا تحسن في وظائف الرئة لدى المتابعة من الأسبوع6 إلى الأسبوع12.

وفيما يلي  جدول يبين المشاركين  الذين كانت قياسات وظائف الرئة عندهم أقل من 80%من المستويات الطبيعية.

القياس1:الحجم الزفيري الأقصى  في ثانية واحدة FEV1:

في الأسبوع6:      23%.   

في الأسبوع12:       21%. 

القياس2: السعة الحيوية القسرية FVC:

في الأسبوع 6:   28%

في الأسبوع 12:       19%

القياس الثالث:السعة  الرئوية الخاصة بتفشي ثاني أكسيد الكربون Diffusing capacity of the lungs to carbon dioxide(DlCD) :

في الأسبوع 6:     33%

في الأسبوع12:     22%

لم تلاحظ أي علامات لتليف رئوي مُترقٍ عند أيٍ من المشاركين. وعلى أية حال فإن  الارتباط مابين داء Covid-19 والأذية القلبية كان أقل. وضوحا لدى فحوصات المتابعة. ورغم أن اختبارNT-PROBNPوكذلك  ومستويات كل منD-dimerوالFerritinكانت مرتفعة بصورة ملحوظة— إلا أن  تخطيط صدى القلب(أو ايكو القلب)  الذي بيَّن اعتلال الوظيفة الانبساطية في 60% تقريبا من المرضى—لم يثبت أذية ناجمة بشكل نوعي عن فيروس كورونا. وبدلا من ذلك فإن الاعتلال الوظيفي للقلب يمكن أن يكون ناجما عن داء Covid-19 ككُلّ. وهناك العديد من مرضى العناية المركزة المتعافين ممن أبدوا قصورا في الوظيفة الانبساطية. وإن هناك ارتياحاً إلى أنه لايوجد بين المرضى المشاركين من عانوا من مرض قلبي شديد - ذي صلة بالفيروس.، ولكن يبقى من الضروري إجراء دراسات أوسع لتقرير تواتر أو نسبة حدوث تأذي الأعضاء المتعلق بداء Covid-19.

ولقد  لفتت هذه النتائج نظر الباحثين  إلى الحاجة لتقديم عناية ومتابعة ممنهجة لمرضىCovid-19.وإن فهم التأثيرات الطويلة الأمد على الرئتين يمكن أن يُمليَ على الأطباء السريريين معالجة الأعراض وكذلك معالجة أي أذية رئوية في مرحلة مبكرة من سير المرض،وبذلك يتمكنون من صياغة النصح المقدم للمرضى.

وإذا ما وجد الأطباء الممارسون العامون أو الاختصاصيون ذات رئة 

عند المريض  فإن بإمكانهم أن يقدموا  إليه نظرة حسنة أو جيدة.

وفي كل الأحوال فإنه ينبغي علينا الانتظار لرؤية مالذي  سيحدث بوجود آفات رئوية متبقية، ولكن المعطيات الأولية تشير إلى أن هناك تحلحلاً أو تراجعا لما أطلقنا عليه"أذية رئوية".

ومع أن البحث كان محدودا بالحجم الصغير  للمرضى المدروسين، إلا أن هذه الدراسة  القائمة على المقاربة التطلعية Perspective Approach لها أهمية خاصة، وذلك لأن عددا قليلا من الدراسات قد تتبعت مرضىCovid-19 بهذه الطريقة. وهناك بعض الملاحظات التي لابد من ذكرها هنا. فإنه لدى مواجهتنا لمرض جديد فإن من المهم  الإشارة إلى النتائج أو العواقب القصيرة والطويلة الأجل على السواء. وفي حالة مرض SARS-Cov2 هناك مرض رئوي جديد له تأثيرات مهمة على أجهزة الجسم الأخرى، وهو الأكثر أهمية  إجمالا.

نعم إن حجم العينة المدروسة كان صغيرا، لكن الأطباء السريريين سيصبحون تدريجيا أكثر معرفة وبصيرة بالسير الطبيعي للخمج، و بالعواقب الطويلة الأمد للمرضى.

وليس من المستغرب أن يكون للأذية الرئوية البليغة عواقب أو عقابيل  طويلة الأمد عند كثير من المرضى، ومع ذلك فإنه لمن الأمور الجيدة والمطمئنة أن نبصر هناك طريقا أو سبيلا باعثا على الأمل للتحسن عند العديد من المرضى.

د. ممدوح عرابي

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.