1 قراءة دقيقة
ماهي علاقة الفطر الأسود بالمناعة وكيف استطاع  فيروس كورونا  تسخير هذا القاتل  لصالحه ؟الجزء الثاني


كما ذكرنا الفطر الأسود متواجد في كل مكان حتى في الاغشية المخاطية في الأنف والفم

 و لكنه لا يسبب أي أذى عادة . فهو لايستطيع تخطي حتى الخط الدفاعي المناعي الأول.

 ولكنه يبقى متربصا في مواجهة الخطوط الدفاعية الأولى للجسم حتى تفتح امامه اول ثغرة يستطيع الدخول منها .
كيف تحدث هذه الثغرات ؟
تحدث عادة عندما يكون الجهاز المناعي لدينا ضعيف او منهك بهذه الحالة لا يجد الفطر المقاومة الجيدة ويبدأ محاولات التسلل.

 مع ذلك غالبا لا ينجح وذلك لوجود عدد كبير جدا الخلايا المناعية خصوصا البالعات والكريات البيضاء في الواجهة . 

كمان ان النسيج السليم يعتبر حائط صد امام ابواغ الفطور وذلك لعدم امتلاكها حجم و آلية دخول الفيروسات .

لذلك دخولها الى الأنسجة يتطلب غالبا وجود تهتك في النسيج .
في حالات معينة من ضعف المناعة الشديد يستطيع الفطر انتهاز الفرصة و يصل إلى الأنف والعين و الجيوب الأنفية ويطرح أنواع من السموم قادرة على هتك الأنسجة وتدميرها.

 وهذا ما يحدث بحالات فردية فقط . مثل امراض ضعف المناعة و عند مرضى السكري . عدد الحالات في المانيا مثلا لا تتجاوز المئات سنويا .
فيروس كو.*ر.*و.نا منذ أن بدأ بلانتشار و هو يقوم بمناورات كثيرة حتى يستطيع ضمان استمراره ويحافظ على وجوده بيننا مثل محاولات التطفر الكثيرة التي يقوم بها باستمرار .لكن في نفس الوقت يعلم الفيروس أن الطفرات هذه اذا زادت من ضراوته وأصبح اكثر قدرة على القتل فإن إمكانية التخلص منه من قبل البشرية والقضاء عليه تصبح اسهل بكثير كما حدث مع اسلافه . 

لذلك قام وبطريقته الخاصة باستدعاء شريك جديد و لكنه قاتل بحيث يبقى الفيروس ضعيف الضراوة و يستمر في انتشاره و بنفس الوقت يستطيع تمهيد الطريق لشريكه ليقوم بعملية القتل .
الفيروس يبدأ بالدخول الى الجسم ويسبب ضعف مناعة و يحاول فتح ثغرات عن طريق الضرر الذي يحدثه بالاغشية المخاطية وبنفس الوقت يناور جهاز المناعة وينهكه . هنا وفي هذه المرحلة تبدأ عملية الدعم من القاتل الأسود والذي يجد الطريق مفتوحا بشكل أفضل . ومع ذلك يستطيع جهاز المناعة في اغلب الحالات صد الهجوم الفطري وايقافه (رغم عجزه عن صد الفيروس) و تبقى حالات الاصابة الفطرية قليلة جدا .
اذا متى تحدث الاصابات الفطرية بكثرة ؟
عندما يتدخل الانسان بهذه المعركة عن طريق احد اخطر الاسلحة هو الديكساميتازون ( والكورتيزون بشكل عام ).
إعطاء هذه الأدوية هو الحد الفاصل لقلب موازين المعركة تماما . محاولة معالجة فيروس كو*.ر.*و.نا بالكورتيزون تكون هي الضربة الأخيرة لجهاز المناعة وعندها يصبح دخول هذا الفطر سهل جدا ويبدأ بالفتك بالجسم .
وهذا ما حدث في الهند :مرضى سكري او اصحاب مناعة ضعيفة اصلا تم اصابتهم بفيروس كو*ر.و*.نا ثم معالجتهم بالكورتيزون بطريقة عشوائية غير منظمة .
الديكساميتازون والبريدنيزيلون موجودة بالصيدليات في الهند ويستطيع اي شخص أخذها دون رقيب هذا بلاضافة الى دور بعض الكوادر الطبية بوصف الكورتيزون للحالات البسيطة و بجرعات كبيرة وخارج نطاق المشافي فكانت الكارثة .
العلاج والوقاية في مقال قادم .
د.عروة محمد هاني الملي

 الاكاديمية الالمانية العالمية للطب والابحاث

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.